Ibda’ Adabiy fi Tarjamati Luthfi al-Manfaluthi Kitab “as-Sya’ir” Namudzajan
DOI:
https://doi.org/10.32332/ijalt.v2i02.2938Kata Kunci:
ترجمة رواية, القالب القصصي, القالب التمثيليAbstrak
ولد المنفلوطي بمنفلوط من أعمال محافظة أسيوط سنة ١٨٧٦م، ونهج المنفلوطي إثر آبائه في الثقافة والأدب والإخلاص. ومؤلفات المنفلوطي خير شاهد على بيته الكريم المتدين المتفقه المثقف، وكذلك يصدق مؤلفاته ومكتوباته ثقافته العلمية المنهلة من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وسير الصحابة، ووصايا أصفياء المختارين، وما حفظه من الأشعار العربية ونصائح وإرشادات العمالقة المفكرين الإسلاميين والمجددين كالإمام محمد عبده وأمثاله من فحول الدعاة الذين أنجبتهم المراكز الإسلامية. وهذه البيئة العلمية لم يحرم المنفلوطي من أن تثقفه وتربيه شخصية عظيمة، ورصدته أيضا الصحف والمجلات والجرائدبقبول مقالاته ووسعت له ميدانا واسعا حتى رباه شخصية عظيم الشأن. وهو الأديب المطبوع وحظي بموهبة عظيمة لم يعط لكثير من الكتاب. وأعماله خالصة من الصنعة، لأن الصنعة لا تخلق أدبا مبتكرا، ولا أديبا ممتازا، ولا طريقة مستقلة، وفي داخل عباراته تجد جمال آثاره، وروعة حسنه، ورنة الطرب به.
وليس هناك ولو أدنى شك على أن المنفلوطي طلع كاتبا صادقا في خلقه وصياغته الأدبية، وكلما يذكره من منبعه الأصلي النقيالصافي، وخير شاهد عليه ما يذكر عنه المنفلوطي: "كان أغزل الغزل عندي غزل العاشقين، وفضل الرثاء رثاء الثاكلين، وأنبل المدح مدح الشاكرين، وأشرف العظات عظات المخلصين، وأجمل البكاء بكاء المنكوبين، وأحسن الهجاء هجاء الصادقين، وأبرع الوصف وصف الرائيين المشاهدين. وهنا لو درسنا ما يصف عنه ويشبهه حسن زيات بقطعة موسيقية في ظاهره وباطنه، فهو مؤتلف الخلق، متلائم الذوق، متناسق الذكر، منسق الأسلوب، منسجم الزي، لا تلمح في قوله ولا في فعله شذوذ العبقرية، ولا نشوز الندامة، كان صحيح الفهم في بطأ، سليم الفكر في جهد، دقيق الحس في سكون، هبوب اللسان في تحفظ، وهذه الخلال تظهر صاحبها للناس في مظهر الغبي الجاهل، فهو لذلك كان يتقي المجالس، ويتجنب الجدل، ويكره الخطابة، ثم هو إلى ذلك رقيق القلب، أعف الضمير،سليم الصدر، صحيح العقيدة، نقاح اليد، موزع العقل والفضل والعوى بين أسرته ووطنيته وإنسانيته